الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{تأكله النار} كاف وتام عند نافع.{وبالذي قلتم} كاف للابتداء بعده بالاستفهام.{صادقين} تام للابتداء بالشرط ومثله المنير وذائقة الموت ويوم القيامة وفاز كلها حسان عند أبي حاتم.{الغرور} تام.{وأنفسكم} جائز.{أذىً كثيرا} كاف.{الأمور} تام.{ولا تكتمونه} جائز.{ثمنًا قليلًا} حسن.{ما يشترون} تام.بما أتوا ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله.{بما لم يفعلوا} جائز كذا نقل عن نافع وهو غير جيد والأولى وصله لأنَّ قوله فلا تحسبنهم بدل مما قبله سواء قرئ بالتحتية أو بالفوقية أو على قراءة من قرأ الأول بالتحتية والثاني بالفوقية على اختلاف المعاني والإعراب وجعل الثاني معطوفًا على الأول لأنَّ المعطوف والمعطوف عليه كالشيء الواحد لأنه قد استغنى عن مفعولي يحسب الأولى بذكر مفعولي الثانية على قراءته بالتحتية وعلى قراءته بالفوقية حذف الثاني فقط وقال ابن عطية لا يصح أن يكون بدلًا لوجود الفاء فإنها تمنع من البدل.{بمفازة من العذاب} كاف.{عذاب أليم} تام.{والأرض} كاف.{قدير} تام.{لأولي الألباب} تام إن جعل ما بعده خبر مبتدأ محذوف تقديره لهم الجنة أو الخبر ربنا ما خلقت هذا باطلًا بتقدير يقولون كما قدره شيخ الإسلام وحسن إن جعل في موضع نصب بإضمار أعني وليس بوقف إن جعل نعتًا له أو بدلًا منه ومن حيث كونه رأس آية يجوز.{جنوبهم} جائز إن جعل الذين يذكرون الله نعتًا أو بدلًا أو خبر مبتدأ محذوف وليس بوقف إن جعل مبتدأ وكذا الكلام على والأرض.{باطلًا} ليس بوقف لاتحاد الكلام في تنزيه الباري عن خلقه الباطل.{النار} كاف ومثله فقد أخزيته ومن أنصار وفآمنا والأبرار كلها وقوف كافية.{على رسلك} جائز ومثله يوم القيامة.{الميعاد} كاف لأنه آخر كلامهم.{فاستجاب لهم ربهم} صالح على قراءة عيسى بن عمراني لا أضيع بكسر الهمزة على الاستئناف وليس بوقف على قراءة الجماعة بفتحها.{أو أنثى} كاف وقال أبو حاتم تام ثم يبتديء بعضكم من بعض أي في المجازاة بالأعمال أي مجازاة النساء على الأعمال كالرجال وإنه لا يضيع لكم عملًا وإنه ليس لأحد على أحد فضل إلاَّ بتقوى الله قال تعالى وإن أكرمكم عند الله أتقاكم فعلى هذا بعضكم من بعض مبتدأ وخبر.{بعضكم من بعض} تام لأنه كلام مستقل بنفسه كقوله إنما المؤمنون إخوة وكقوله كلكم لآدم فبعضكم مبتدأ وخبره من بعض وقوله فالذين هاجروا مبتدأ وخبره لأكفرنَّ عنهم وقوله ولأدخلنهم عطف على الخبر.الأنهار ليس بوقف لأنَّ ثوابًا منصوب على الحال والعامل فيه ولأدخلنهم أو مفعولًا له أو مصدرًا.{من عند الله} كاف.{الثواب} تام.{في البلاد} كاف لأن ما بعده خبر مبتدأ محذوف أي هو متاع أو مبتدأ محذوف الخبر أي تقلبهم متاع قليل وقال أبو حاتم تام وغلط لأنَّ ما بعده متعلق بما قبله لأنَّ المعنى تقلبهم في البلاد وتصرفهم فيها متاع قليل وقال أبو العلاء الهمداني الوقف على قليل ثم يبتديء ثم مأواهم جهنم وضعف للعطف بثم إلاَّ أنه عطف جملة على جملة وهو في حكم الاستئناف عند بعضهم.{ثم مأواهم جهنم} كاف.{المهاد} جائز لحرف الاستدراك بعده ومن حيث كونه رأس آية.خالدين فيها ليس بوقف لأنَّ نزلًا حال من جنات قبله وإن جعل مصدرًا والعامل فيه ما دل عليه الكلام لأنه لما قال لهم ذلك دل على انزلوا نزالًا كان الوقف على خالدين فيها كافيًا.{من عند الله} كاف للابتداء بالنفي نص عليه أبو حاتم السجستاني.{للأبرار} تام.{خاشعين لله} حسن عند الأكثر وزعم بعضهم أن الوقف على خاشعين ثم يبتديء لله وهو خطأ لأنَّ اللام في لله لا تتصل بما بعدها لأنَّ لله من صلة خاشعين فلا يقطع عنه.{ثمنًا قليلًا} حسن وقيل كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده خبرًا بعد خبر لأنَّ ولمن اسمها دخلت عليها اللام وحمل على لفظ من فأفرد الضمير في يؤمن ثم حمل على المعنى فجمع في وما أنزل إليهم وفي خاشعين وعلى هذا فلا يوقف على قليلًا ولا على لله لأن لا يشترون حال بعد حال أي خاشعين غير مشترين.{عند ربهم} كاف.{الحساب} تام.{ورابطوا} جائز.{واتقوا الله} ليس بوقف لحرف الترجي وهو في التعلق كلام كي.آخر السورة تام. اهـ.
.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة: .قال ابن جني: سورة آل عمران:من ذلك قراءة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان- رضي الله عنهما- وابن مسعود وإبراهيم النخعي والأعمش وأصحاب عبد الله وزيد بن علي وجعفر بن محمد وأبي رجاء بخلاف ورُويت عن النبي صلى الله عليه وسلم: {الحيُّ القيَّام}، وقرأ علقمة: {الحيُّ القَيِّم}.قال أبو الفتح: أما القيَّام ففيعال من قام يقوم؛ لأن الله تعالى هو القيم على كل نفس، ومثله من الصفة على فيعال الغيْداق والبَيْطار، وأصله: القيْوَام، فلما التقت الواو والياء وسبقت الأولى بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت فيها الياء فصارت القيام، ومثله قولهم: ما بالدار ديَّار، وهو فيعال من دار يدور وأصلها دَيْوار، وأهل الحجاز يقولون للصَّوَّاغ: الصَّيَّاغ، فعلى هذا ينبغي أن يحمل لا على فَعَّال؛ لأنه كان يجب أن يكون صوَّاغًا، هذا هو الباب.وأما الفيَّاد لِذَكر البوم فحمله أبو علي على أنه فَعَّال من الأسماء؛ وذلك أنه من فاد يفيد إذا تبختر. وأما الجيَّار للسُّعال فكذا يجب أن يكون أيضا، وهو فَعَّال من لفظ جَيْر بمعنى نعم ومعناها؛ وذلك أن السَّعلة تجيب أختها كما أن جير جواب.قال العجاج:وأنشدنا أبو علي: والحديث طويل لكن هذا طريقه.وأما القَيِّم من قام يقوم بأمره، وهو من لفظ قيَّام ومعناه قال:الله بيني وبين قيِّمها يفر مني بها وأَتَّبع.لما قال الشاعر هذا قيل له: لا، بل الله بين قيمها وبينك.و{القيوم} قراءة الجماعة، فيعول من هذا أيضا، ومثله الدَّيُّور في معنى الدَّيَّار.ومن ذلك قراءة الحسن: {الأَنجيل} بفتح الهمزة.قال أبو الفتح: هذا مثال غير معروف النظير في كلامهم؛ لأنه ليس فيه أفعيل بفتح الهمزة، ولو كان أعجميًّا لكان فيه ضرب من الحِجاج؛ لكنه عندهم عربي، وهو أفعيل من نجل ينجُل: إذا أثار واستخرج، ومنه نَجْلُ الرجل لولده؛ لأنه كأنه استخرجهم من صلبه وبطن امرأته، قال الأعشى: أي: أنجب والداه به أزمان إذ نجلاه، ففصل بالفاعل بين المضاف الذي هو أزمان وبين المضاف إليه الذي هو إذ، كقولهم: حينئذ، ويومئذ، وساعتئذ، وليلتئذ.وقال أبو النجم: يريد: أيدي الإبل؛ أي: تثير بأيديها في سيرها ما تمر به من نبت وحجر وغيرهما.وقيل له: إنجيل؛ لأن به ما استخرج علم الحلال والحرام ونحوهما، كما قيل: توراة، وهو فوعلة من وَرَى الزنْد إذا قدح وأصله وَوْرَيَة، فأبدلت الواو التي هي الفاء تاء كما قالوا: التُّجاه والتُّخَمة والتُّكْلان والتَّيقُور، وهي من الوجه والوخامة والوكيل والوقار، وقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت توراة، فهذه من ورى الزند: إذا ظهرت ناره، وهذا من نَجَل ينجُل: إذا استَخْرج؛ لما في هذين الكتابين من معرفة الحِل والحِرْم كما قيل لكتاب نبينا صلى الله عليه وسلم الفرقان؛ لأنه فرَّق بين الحق والباطل، وهذا الحديث الذي نحن عليه من بابٍ ضُمنه كتابنا الخصائص وسَمتُه: باب في تلاقي المعاني على اختلاف الأصول والمباني؛ وذلك أن التوراة من لفظ ورى، والإنجيل من لفظ ن ج ل، والفرقان من ف ر ق، والتوارة فوعلة، والإنجيل إفعيل، والفرقان فُعلان. فالأصول مختلفة والمباني كذلك، والمعاني واحدة ومعتنقة، وكلها للإظهار والإبراز والفرق بين الأشياء، أفلا ترى إلى هذه الحكمة الممرور بها، الواطئة الأقدام عليها، المسهو لعادة الدعة وقلة المراعاة والمراجعة عنها؟ ونظائره تكاد تكون أكثر من الرمل، منه قولهم للمسك: صِوَار، فأصلاهما مختلفان: هذا من م س ك، وهذا من ص ور، ومثالاهما كذلك؛ لأن مِسْكًا فِعْلٌ، وصِوَار فِعَال، ومعنياهما واحد؛ وذلك لأنه سمي مسكًا لأنه بطيب رائحته يمسك الحس عليه استلذاذًا له، وصِوَار من صار يصور إذا عطف وجمع فأمسكت الشيء وعطفته وجمعته شيء واحد، ومنه قولهم: سحاب، قيل له ذلك كما قيل له حَبِيّ، فهذا من ح ب و، وهذا من س ح ب، وسحاب فَعال، وحبي فعيل، فالأصلان مختلفان، والمثالان اثنان، والمعنيان واحد، وذلك أنه لثقله ما ينسحب على وجه الأرض، وكذلك ما يحبو عليها، قالت امرأة تصف غيثًا: وقال أوس أو عبيد: واللطيف الحسن الجميل كثير؛ لكن أين لك بالمحسن المستثير؟ فهذا حديث هذا المثال الذي هو الإنجيل، وأما فتحه فغريب؛ ولكنه الشيخ أبو سعيد- نضر الله وجهه ونوَّر ضريحه- ونحن نعلم أنه لو مر بنا حرف لم نسمعه إلا من رجل من العرب لوجب علينا تسليمه له إذا أُونست فصاحته، وأن نَبْهأَ به، ونتحلى بالمذاكرة بإعرابه، فكيف الظن بالإمام في فصاحته وتحريه وثقته؟ ومعاذ الله أن يكون ذلك شيئًا جنح فيه إلى رأيه دون أن يكون أخذه عمن قبله، وبعد فقد حكى أبو زيد في السِّكِّينة: السَّكِّينة، بفتح السين وتشديد الكاف. فهذا فَعِّيلة وإن لم يكن لها نظير، وإفعيل أخو فِعِّيل، وأحسبني سمعت في بِرْطيل بَرْطيل، فهذا فَعليل بفتح الفاء، وأَفعيل وفَعليل وفَعِّيل يكاد يكون مثالًا واحدًا.ومن ذلك قراءة أبي واقد الجراح: {رَبَّنَا لا تَزِغْ قُلُوبُنا}.قال أبو الفتح: هذا في المعنى عائد إلى قراءة الجماعة: {لا تُزغْ قلوبَنا}؛ وذلك أنه في الظاهر طلب من القلوب ورغبة إليها، فهو كقول الراجز فيما أنشده ابن الأعرابي: وفسره طفلًا، فظاهره الطلب والرغبة إلى ذلك الإنسان المدعو إليه؛ وإنما المسئول الله سبحانه، حتى كأنه قال: اللهم لا ترجعه إلينا، ويؤكد في ذلك النداء في قوله تعالى: {ربنا}، ويزيد في شرحه لك أنك تقول للأمير: لا ترهقني؛ لأنه يملك التنفيس عنك، ولا تقول له: أيها الأمير، أدخلني الجنة؛ لأن ذلك ليس له ولا إليه؛ فقد علمت إذن أن معنى {لا تَزِغْ قلوبُنا} هو معنى {لا تُزغ قلوبَنا}؛ ألا ترى أن القلوب لا تملك شيئًا فيطلب منها؟ فالمسئول إذن واحد وهو الله سبحانه.ومن ذلك قراءة ابن عباس وطلحة: {يُرَوْنَهم مِثلَيهم} بياء مضمومة.قال أبو الفتح: هذه قراءة حسنة المعنى؛ وذلك أن رَأيتُ وأرى أقوى في اليقين من أُريتُ وأُرَى، تقول: أرى أن سيكون كذا؛ أي: هذا غالب ظني، وأرى أن سيكون كذا؛ أي: أعلمه وأتحققه؛ وسبب ذلك أن الإنسان قد يُريه غيره الشيء فلا يصح له، فمعناه إذن أن غيره يشرع في أن يراه ولا أنه هو لا يراه، وأما أرى فإخبار بيقين منه، فكذلك هذه الآية: {يُرَوْنَهم مِثلَيهم} أي: يُصوَّر لهم ذلك وإن لم يكن حقًّا؛ لأن الشيء الواحد لا يكون اثنين.في حال واحد؛ ولكن قد يُظن ويتوهم شيئين بل أشياء كثيرة، ومثله قول الله تعالى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ الله فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا}، فهذا يُحسِّن هذه القراءة.وأما قراءة الجماعة: {يَرَوْنَهم} فلأنها أقوى معنى؛ وذلك أنه أوكد لفظًا؛ أي: حتى لا يقع شك فيهم ولا ارتياب بهم أنهم مثلاهم، فهذا أبلغ في معناه من أن يكون مُرٍ يُرِيهم ذلك، فقد يجوز أن يتم له ذلك وقد لا، هذا في ظاهر الأمر؛ فأما على اليقين ومع الحقيقة فلا يجوز أن يكون الشيء الواحد شيئين اثنين فيما له كان واحدًا، ومما جاء مفصولًا فيه بين أَرَى وأُرَى قوله: فلما قال: ترى استكثر ذلك؛ لأنه مع التحصيل لا حقيقة له، فأتبعه بما لان له القول الأول، فقال: أو تراءى، فاعرف ذلك.ومن ذلك قراءة مجاهد: {زَيَّنَ لِلنَّاسِ حُبَّ الشَّهَوَاتِ} بفتح الزاي والياء.قال أبو الفتح: فاعل هذا الفعل إبليس، ودل عليه ما يتردد في القرآن من ذكره، فهذا نحو قول الله تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ}، وما جرى هذا المجرى.ومن ذلك قراءة الناس: {شَهِدَ الله}، وقرأ أبو المهلب محارب بن دِثار: {شُهَدَاءَ الله} مضمومة الشين، مفتوحة الهاء، ممدودة على فعلاء.قال أبو الفتح: هو منصوب على الحال من الضمير في المستغفرين؛ أي: يستغفرونه شهداء لله أنه لا إله إلا هو، وهو جمع شهيد، ويجوز أن يكون جمع شاهد؛ كعالم وعلماء، والأول أجود.
|